:  تعالى يا " نيرون "

حامد محضاوي :  تعالى يا " نيرون "


تعالى يا نيرون ،

هنا المدينة تطلب قدّاحة

تشعل سيجارتها فوق أثقالها،

تسحب النٌفس من احتراقنا

تقهقه كلّ فجر، تتأوه

تنتشي وتلعق ماء نار ،

لا تفهم كنه اللحظة،

وسيرة الولوج حبّا ،

تسعى للتوريث

ولادة حطب جديد من ضلوعنا

جيلا وراء جيل

تشعل، تطفئ ،

من رماد إلى رماد تحوّل خراطيم الماء،

كي لا يعود أحد من محارقها

تمضي بيانات رسمية ،

تكتسب سلطوية من بقاء بياضنا

تعالى

حدّثنا كيف نشعل مدينة؟

ولا نقل غايتنا حكمها ،

فقط نريد إشعالها فينا

أنت أحرقت روما ،

حكمت الخراب

عيناك صارتا محطّ دماء

طاف التّاريخ بك ،

الآن لا أحد يناديك

فقط نحن نطلب منك شعلة

نغيّر المعادلة ،

تبقى مدينتنا ونبقى

ولكن لا حل سوى تأجيج الإحتراق

نتقاسم توليدا في الإحتدام ،

نرفع جنينا جغرافيّا

يلتقي فيه الإنسان والمكان

لا ننشد حدود خلافة ،

نسعى للقاء الأفئدة والأحلام ،

على ضفاف تسقط الراء السّاكنة

بين الحاء والباء ،

يعود النّشيد الوليد ،

زئبقة تطوف

لا سجن ولا رصاصة ،

ربيع لا يأتي،

وكل الطّلب شعلة

يكون الدفء مشتركا

ينضج رغيف المدى.

 *شاعر وإعلامي تونسي

تم عمل هذا الموقع بواسطة