د.محمد فتحي عبد العال : رواية " ومضى " لــ ضحى جهاد .. نسيج من أزمنة العبور
(ومضى) (ومضى) هي باكورة الأعمال الروائية بعد عدة مجموعات قصصية للكاتبة ضحى جهاد أحمد وهي المؤلف الفائز كأفضل كتاب عن عام ٢٠١٩ في مسابقة نظمتها مؤسسة النيل والفرات للطبع والنشر والتوزيع في مصر. يتضمن العمل فلسفة أدبية رصينة صبغت فصول الرواية وسط تنوع زمني لحبل من القصائد المنثورة على امتداد فصول الرواية، نسيج من أزمنة العبور (زمن الطفولة، الحب، اللقاء، الرواية، الخريف) كلمة الغلاف مليئة بالتنوع الحياتي للشيء ونقيضه وإرهاصات نفسية وفلسفية (هكذا هي الحياة، فيها الحب والحزن كما الخبز والملح، والبشر.. كل البشر، الأنبياء والشياطين، الخونة والثائرين، العشاق
والمناضلين، العامة والنخبة والفتات، الجميع يولد كما الأوراق البيضاء والقدر يخط قصة كل منا بلون واحد واسلوب واحد وقسوة واحدة إلا فصل الحب والحزن فيكتب بخنجر مسموم يحفر على شغاف القلب رموز عشقنا وتبقى جراحنا، جراح الشوق الذي يحتلنا بوحشية التتار) تواكب الكاتبة عبر رحلتها فؤ فصول الرواية تساؤلات الطبيعة فالكل يسأل الطفل والبطل والعشق والخريف، ولكن من يلتقط ذلك؟ غير الشعراء والفلاسفة فهي غذاء أرواحهم وعقولهم. تتجه الكاتبة نحو اسلوب سردي يتسم بالفرادة.. لكل فصل طقسه، الشوق والحرية، الجمال والعناق، الألم واللقاء. لاشيء مجرد من همسات نفسه ويحمل بذورا تخصه وحده وبالتالي يرتسم السلوك الإنساني وفق مستويات الوعي،منظومة متكاملة تتجه لتحقيق غاية أدبية ارتسمت في ذاكرة الكاتبة. ماهي الروح؟ كيف تتشكل؟ العالم كيف يسير؟ ثم تعبر منظومة هذا التشكيل الصعب لتقدم الأنثى القلقة كما البطل الذي يدور في الفضاء وصولا لزمن اللقاء. أما التهم فتتركها الكاتبة تدين المجتمع أكثر من الإنسان الفرد. وفق قاعدة الحكمة العظيمة التي لا نكتشفها بيسر وسهولة. (ومضى) عالم يخصنا جميعا بإيحاءاته وانفعالاته ورؤاه ليلامس أبعادا فلسفية شتى بلغة شفيفة عالية المضامين. قدمت الكاتبة من خلال (ومضى) نسيجا فريدا وعميق الأثر.
(ومضى) كتاب يستحق القراءة.