خارج النص

هدى حجاجي أحمد : خارج النص


أحيانًا نحتاج إلى البكاء، فنبحث عن أي سبب لنبكي، وأحيانًا ، حتّى بعد أن تجفّ عيوننا ،  لأتفه الأسباب نعاود البكاء . نحتاج إلى تلك الدموع علّها تُخرج بعضًا مما في صدورنا من خيبة ووجعا وانكسارا .. نبكي علّ البكاء يغسل تلك المساحات الهائلة المليئة بالتعب .. نبكي علّ الروح تصبح بعد البكاء خفيفة من جديد .

هذا الشوق حارق يحرق ما يصادفه. وأتقوقع على ما تبقى فيك مني..وأتساءل إلى متى وأنا أحترق ..ويتحول قلبي إلى جمر لا يترمد وإنما يكرر نفسه..شيء ما أحسه يشطرني إلى وجهين ،  إلى نصفين، إذ أرغب فيما بين الأسود والأبيض ..

لكني ألتمس لنفسي عذرا لعلمي يقينا أن الدخول من الباب الرئيسي على ضوء الحقائق السابقة مغامرة مجنونة ستجر خلفها ريحا عاتية .. كلنا في النهاية نختفي في ثوب أبيض .

تظاهرت بإصلاح هندامها ، وهي تستدير لامست يدي يدها، أطبقت عليها وكانت باردة كالثلج، نازعتني رغبة ملحة لاحتضانها، قلت :  (هند) أنت جميلة جدا وأنا .. وطوقتها بذراعي في نشوة تحسست شعرها ووجنتيها ، لا أدري إن كنت قد قلت لها ( أحبك ) لكني أحسست بها تدفعني بقوة وتنسلخ عني لاهثة الأنفاس . تراجعت إلى آخر الممر وهي ترمقني بنظرات الاستهجان وقد اكتسى ملامحها غضب شديد .

قلت في تخاذل:

هند أنا ...

" الحُب أقدارٌ والأقدارُ لا تُناقشْ ."

قالت في حدة .. مع السلامة .

إذ أرغب فيما بين الأبيض والأسود .. لا أختلف كثيرا .. كلا .. لا أختلف أبدا "..

أتمنى ألا تكبر هذه المسافة بين قلبينا، تكفي مسافات الأرض التعيسة.

*أديبة من مصر

تم عمل هذا الموقع بواسطة