عمّان-
ضمّت المجموعة القصصية «حين يحزنون»، الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" بعمّان، خمس قصص هي على التوالي: «ثلاثة مروا من أمام النافذة» و«أرادت شعلة النار أن يكون لها ظل» و«ما لا يُحكى عن الأب» و«الحياة مجرد ابتسامة»، و«أسعد رجل في العالم»..
وتميز أسلوب الكشري في مجموعته، التي تقع في ست وتسعين صفحة من القطع المتوسط، بالوضوح وإن كانت شابته ملامح رمزية كما في القصة الثانية التي تناولت قضية الظل والنور، وارتباطهما بالتجربة الإنسانية التي لا تدرك قيمة الشيء ما دام في حوزتها؛ وفي القصص الأربع الباقية يناقش الكشري هموماً إنسانية بحتة.
ولعل موهبته تكمن في قدرته على استنطاق اليومي العادي، وشحنه بالمشاعر الإنسانية المتدفقة. كما فعل في القصة الأولى التي تناولت يوميات طفل مقعد يجسد انطباعاته اليومية التي يراها في وجوه الناس الذين يمرون من أمام نافذته. أو قضية عقوق الوالدين، وتسامي الأب الذي ضحى بنفسه كي ينقذ ابنه من حبل المشنقة. أو ابتسامة الحياة التي سكنت وجه شاب فقد حواسه جميعها، فتبنته امرأة وجعلته محور اهتمامها. وأخيرا أسعد رجل في العالم الذي عزَّ وجوده؛ لأن في حياة كل إنسان من الهموم ما يجعل المعنى الحقيقي للسعادة بعيداً.
حيدر الكشري الذي صدر له من قبل رواية خيال علمي بعنوان "ثقب ماريانا الأسود"، وصف مجموعته هذه بأنها: "لحظات تُقرأ من كتاب الثلاثة الذين مرّوا من أمام النافذة، وشعلة النار التي أرادت أن يكون لها ظلّ، مروراً بما لا يُحكى عن الأب، ووقوفاً عند الذي قال إنّ الحياة مجرد ابتسامة، وانتهاء بقصة أسعد رجل في العالم. إنّها مجموعة لحظات أتمنى أن تبقى معكم، وتتناقلوها فيما بينكم. إن الريح التي قلَّبت أوراق ذلك الكتاب لا تهبّ، للأسف، من الجانب الآخر؛ فالزمن لا يعود إلى الوراء، لذلك لا ثمن يساوي درسهم حين يحزنون".
في هذه المجموعة القصصية يقطع الكاتب تلك الأوراق الساكنة بما فيها من لحظات باقية، ويلصقها على جدران العقل حتى لا تنشـرها الرياح القادمة.