يلبسني الحنين إليها

احمد الشيخاوي: يلبسني الحنين إليها


في الحقيقة ،لقد سال الكثير من المداد ، حول قضية الأم ،ومفردات الأمومة ، بشكل عام ، على اعتبار هذه الموضوعة تجسد الإحساس الأكثر دفئا وقداسة.

من منظور ديني نجد الجنة تحت أقدام الأمهات ، وكيف أن نبينا الأكرم أوصى بالأم في مجمل سنته الشريفة. وأخلاقيا ، لا يستقيم دستور، أو تنبض بنوده بغير التأكيد على قيمة الأم وعمق دورها في بناء الأسر والمجتمعات.

أما في الأدب والإبداع فممّا لاشك فيه ، أن الأم تمثل النواة ،والنبع الذي تنشدّ إليه المخيلة قبل أن تفضّ أي بياض ،وكي ترسم عوالم السحر في الكتابة ،وسائر ما يتفتّق عنها من دوال راسمة لحدود جغرافية التقاطعات في معاني الأمومة ،  وهامسة بأفق تجاذب الأضداد.

في اعتقادي ، الأدب والإبداع ، إجمالا ، يرفد من معنى الأم الملهمة ، بدرجة أولى ، لذا وانطلاقا من تجربتي الشخصية ، أعتبر الأم كذلك ، سواء في حضورها أو غيابها، وقد غرست فيّ مثل هذه الفلسفة والثقافة ،خاصة وأني أتيت بعد بطنين للأنوثة ، وتلك وحدها فرحة كاملة ، مهّدت لزخم ذلكم الدّرس في الأمومة ،على نحو وارف ومسؤول،غذى شخصيتي لاحقا، ونهلت من مخزونه كمبدع.

من تمّ ،ومهما حاولنا الاحتفاء بالأم والأمومة ، إبداعيا ، أو غيره ، نظل مقصّرين ،وأنأى من أن نمنح أمهاتنا عيدا يليق بفيض حنانهن ورعايتهن وتضحياتهن.

بالمختصر المفيد ، إنهن مدارس الأجيال والإنسانية التي يوجّهنا صوتها نحو الأصوب والأفضل ، في غمرة ما نكابده ونحصده من دوخة القافلة وهستيريا العبور.

تم عمل هذا الموقع بواسطة