البدايات لا تصنع الأمل فى نهايات سعيدة

محمد الليثى محمد : البدايات لا تصنع الأمل فى نهايات سعيدة


لأن البداية تصنع الأمل ، في أن تنتهي إلى شيء عظيم .. أن تتحول الإخفاقات إلى شيء آخر .. شيء يصيبك بالدهشة  ، فرح يمسك بالجسد يهزه هزات خفيفة كأنها قطرات ماء تتسرب من نافورة  تصيب محيطك في ساعة حر .. كأنك تسير حافي القدمين على حبيبات زلط في ليلة باردة .

لذلك تشغلنا البدايات ، ونرى فيها  كل الأمل  الذي نخاف عليه أن يسرق منا عفوية البدايات  .. فتبدوا البداية مركزة ومصنوعة بعناية خاصة ، قادرة على أن تتحمل الحلم .. حلم في إن يحقق الابن  ما فشل فيه الأب  .. لذا البداية تشغلنا أكثر من النهايات .. حيث أن النهاية معروفة معرفة أصابع اليد الواحدة لأن الإحساس الذي يعترى حياتنا هو أحساس الإخفاق .. بأن الحياة ليست عادلة  .. وأننا نحتاج الكثير من الجهد والعمر لكي نحقق ما كنا نحلم به .. لتنتهي البداية إلى الإحساس بالذنب كأننا ارتكبنا من الأخطاء ما جعل الله يغضب علينا .. فأشاح بوجه عن أفعالنا فأصابنا الحزن الذي قتل ما بنا من سعادة .

البداية ذلك الكائن المصنوع من ضوء .. يكبر بين أيدينا ، وهو يذوب بين مشاعرنا ، وفرحنا الكبير .. ونحن ننتظر الأمل الذي يرجع معنا إلى منازلنا ندخل الممر ونشعر بالوحدة نضيء كل الأنوار .. نعلق ألف ابتسامة بألف وجه حزين في سنين العمر ،  نذهب إلى غرفة النوم نمدد أعضاءنا ونحلم فنرى أن البدايات انتهت إلى نهايات أعظم منها .

فتعالى نصنع بدايات جميلة كلها أمل ورجاء .. تعالى نفتش عن مساء صغير كنا نحلم فيه بشيء ما .. شيء قد تم إهماله عن عمد .. تعالى نعيد ذلك الشيء البعيد إلى دائرة الفعل .. حيث أنه ما زال يقبع في غرفة الانتظار  .. وحيد يلح علينا كل حين عندما نراه يتحقق عند الآخرين ..وحولنا تصبح تلك الأحلام نتوءات تصيبنا بالحزن ، والسؤال الذي يتردد  في فضاء واسع .. لماذا لم أفعل ذلك  ؟ لو فعلت لتحولت حياتي إلى الأفضل .. هل نحن نعشق الانتظار ؟  انتظار ما لا يأتي  .. ننتظر تلك اليد لتأخذنا إلى شجيرات القلب .. حيث تركنا  عليها كل أحلامنا .. بينما يحاصرنا واقع يتآمر علينا .. بينما نحن لا نجيد قراءة الأحلام .. حيث تسقط الأحلام في دائرة المستحيل .

بيت القصيد هو الفعل فعل  الانسان  .. القادر على التحرك إلى أقناص الأحلام  حيث أن الزمن يخبئ لنا كل ما هو جميل .. فى حالة التحرك والسعى  ( أسعى ياعبد وانا اعينك قالها جدى حين حاول ترجمة الفعل الانسانى فى مسألة السعى ) ليس الأمل في البدايات فتعالى نقطع الطريق على عربات الحزن .. بان نصعد إليها بارادتنا المنفردة .. نفتش فيه عن حجراتها البعيدة المظلمة  عن خوفنا  ، من تلك الأشياء التي لا نعرفها لكننا نخاف منها .. نحاصرها ندافع عن أحلامنا في نصبح أكثر رضا على الحياة .. دعنا نحاول أن نتحرك إلى الأمل و إلى الأحلام والأفعال الجيدة في الحياة .. دعنا نحول العادي والعادية وما نشعر به من اغتراب  إلى الجمال فيما يعيش حولنا .. تعالى نفتش في أماكن الذكريات لعلنا نجد ما يصنع الأمل في بهجة الحياة .

*كاتب قصة وشاعر   

تم عمل هذا الموقع بواسطة