إضاءات تحليلية لبعض من قصائد الشاعر المصري عصام سامي

بسيم السعيدي :إضاءات تحليلية لبعض من قصائد الشاعر المصري عصام سامي

سجل مشرق ، وحافل من العطاء الأدبي الثر.... نبع ومنهل بالخلق والجمال..شمس
أدبي بازغ وسط حالات الركاكة والتداعي والسذاجة ... يتسامى في كتاباته ، الرفعة
والنقاء لتحقيق ما هو جميل وخلاق....
مفرداته تتصف بالواقعية والوجدانية والغنائية المعبرة أداءا وأسلوبا...
وجدت نفسي من خلال قراءاتي لنصوصه كأني فراشة روض تنتقل هنا وهناك لا تدري
على أية زهرة تحط لترتشف رحيق المعاني
السامية والنبيلة....
لقد حلقت نصوصه في فضاءات واسعة من
الإيمان الصادق بضرورة نشر وترسيخ القيم والمثل الوطنية والثورية ويصل أحيانا حد
التمرد على واقعه المعاش...
إن الشاعر منحازا للإنسان والمجتمع في دعوته لتحقيق حياة حرة كريمة لأبناء جلدته..ومحاربة التخلف والجهل والظلم السياسي والاجتماعي..كان يؤمن بانتصار قوى النور على قوى الجهل والضلالة ...
يقول الشاعر.../
هل يأتي يوم ونكسر
تلك الأغلال الوهمية.....
ونعود لذاكرة الدنيا
نحمل عنوانا وهوية......
نرفع رايات قد سقطت
نزرع أشجار ..الحرية....
ان الشعر يجسد بحق عن العواطف والخلجات الصادقة حيث يجمعها ويجعلها
واحدة تصب في مصب واحد وهو ( العاطفة )..فالعاطفة هي باقية كما هي..
ولكن الإحساس بها وتمثيلها تختلف من شاعر لأخر...وهذا ما جعل نصوص سامي
تمتاز بالعواطف المتوهجة والمتأججة مع
الحفاظ على القوة والاستمرارية في الوهج
الشعري.... والعنفوان والجودة خير وسيلة لتجسيد العواطف وتحريك وإثارة الانفعالات عنده هي ( الصورة ) والصورة
الشعرية هي من صنع الخيال الفني والدرامي للنص لا ( الوهم ) ..(.فالخيال) له
القدرة الحسية لتصوير المعاني على نحو يثير في نفس المتلقي إحساسا قويا بها..
والفكرة من دون ( الخيال ) تبدو فاقدة الإحساس ....
وهذا يتمثل في النص الأتي/ : -
لا وطن..لشعب يترنح
ما بين الصمت وبين الخوف
يخشى الحرية حين تجئ
فيستدعي السحرة والزيف..
لا يعرف ما معنى. ..الغمد
ولا يعرف...أين السيف ؟..
أن( الغنائية) عند عصام سامي لا تعني أبدا قصائد كتبت لتلحن أو تغنى وإنما يتغنى بها الشاعر بخواطره ومشاعره التي يكون الشعر لها مجالا لتصوير ذاته والتعبير عن إرادته وما يحيط به من مواقف سياسية
واجتماعية ....
يقول الشاعر /... العدل مريض وضرير
يتجول من غير رداء....
يبحث عن خبز في 
الأرصفة
ويسألنا عن قطرة ماء....
قد سرقوا الحنطة ما 
تركوا من تلك الحنطة غير
هواء !!!!!
إن الشاعر يمتلك قاعدة واسعة من الرؤى
والاخيلة لذا يعتبر أنموذجا للقصيدة الوطنية الثائرة والتي أرسى من خلالها صورا حديثة ممزوجة ومتزاوجة ما قديم وارث بشكل يتناغم ويتوافق مع روح الحداثوية في صنعة النص الشعري وبشكل يتناسب مع التذوق الفني لأبناء جلدته//...
فرعون... اقسم بالجاه...
من يسجد من لله....
فسيسحل....ويقتل..ويموت..
والشعب بقرب النهر الأكبر..
ينتظر التابوت...!!!!
ينتظر بأن يخرج موسى!!
وموسى لن يخرج يا قوم...
وسيخرج فرعون ثاني. .
خمسون.....مائه....مليون...
آخر ونعوت.....
الشاعر قوي الإرادة ...راسخ الإيمان.
متمسك بولائه لدينه وعقيدته...حيث يقول... إنا مسلم 
رضي الكتاب سبيلا....
إنا مؤمن...
بالهاشمي رسولا.....
أما( القصيدة الغزلية).. فهي عند الشاعر تلبي حاجة إنسانية ( فكرية...وروحية ) فهي تعبير نقي وصافي للمشاعر واللواعج الذاتية المنبثقة من الضمير والوجدان...
فاستخدم التشبيهات والمجازات ..حيث يرى المرأة السعادة الدائمة والصخرة التي
تتكسر عليها همومه ومعاناته...لذا فان نصوصه تعج بالعاطفة الجياشة والنفح الطيب والعذب...//
بدون وجودك سيدتي
سأظل أعاني.......
أتمزق يحترق فؤادي / 
وجداني..... .
فتعالي كي نكمل قصتنا
نعشق.....بتفاني ......
من أجلك أتنفس عشقا
وتسير دمائي بشرياني.......
وجه ترعرع في ذاتي
يجتاح كياني.....
قد أيأس من كل الدنيا
لكني لن اسأم منك
...ملاذي أنت وعنواني.. 
تبقى قصائد الشاعر عصام سامي...
سهلة التراكيب ، لكنها قوية السبك...جزلة
الألفاظ... ومفرداته حياتية صورت بدقة
وصدق أحاسيس الشاعر ودماثة أخلاقه..
وعزة نفسه.....
الشاعر عصام سامي//... مصري الجنسية يكتب الفصيح والعامية . عضو اتحاد كتاب
مصر..خريج جامعة عين شمس /آداب /
تاريخ....له العديد من النصوص الشعرية
والمقالات الأدبية ..نشرت في كثير من الصحف المحلية والعربية والعالمية.. 
حظي بثناء وإعجاب الكثيرين من المختصين والمتذوقين....
أتمنى لشاعرنا وكاتبنا المتميز النجاح والعطاء الملتزم المستمر......
والله ولي التوفيق...

*ناقد وتشكيلي

تم عمل هذا الموقع بواسطة