الشعر يصدح في سماء أوطاط الحاج

خالد بركاوي : الشعر يصدح في سماء أوطاط الحاج


نُظّمت احتفالية بهيجة برحاب المركز الثقافي 2 0أكتوبر بمدينة أوطاط الحاج/ إقليم بولمان، بتاريخ 24/03/2019 على الساعة الرابعة مساء، من قبل جمعية شباب المستقبل للتنمية الثقافية، بتنسيق مع المركز الثقافي، بمناسبة الاحتفاء باليوم العالمي للشعر الذي يذكرنا بالقرار التاريخي الذي تبناه المؤتمر العام في دورته 30 سنة 1998 من لدن منظمة اليونسكو، قرار تاريخي بموجبه أضحى يوم 21 مارس يوما أمميا للشعر.
كان ضيفا شرف هذه النسخة الشاعر المغربي والعربي أحمد الشيخاوي الذي صدر له ديوان يحمل عنوان بأقل من شسع كليب، والزجال المغربي مصطفى اصغيري الذي صدر له باكورة أعماله أصداء مجاورة الموتى.
في واقع الأمر، استهل هذا الحفل بآيات بينات من الذكر الحكيم، أعقبه الترديد الجماعي للنشيد الوطني، تم كلمة للسيدة مديرة المركز الثقافي التي لا تتوان لحظة واحدة في نشر الثقافة الحاملة للقيم الإيجابية والحضارية، وتفتح أبواب معلمتها الثقافية أمام كل الطاقات الخلاقة التي تروم ترسيخ الفعل الثقافي المنتج والراقي. تلتها كلمة من تقديم الأستاذ مصطفى العثماني رئيس الصرح الجمعوي الذي رحب بالحضور وهنأ المحتفى بهما وقدم معطيات رقمية للأنشطة التي تضطلع بها الجمعية وأجزل عظيم الامتنان لكل المساهمين في إنجاح كافة المحطات التي تنظمها الجمعية، داعيا الكل إلى الاستمتاع بالفقرات الثرية لبرنامج الأمسية الشعرية.
يسرت فقرات هذا الحفل الآنسة يكو ميساء باقتدار. أعطيت الكلمة للأستاذ خالد بركاوي من أجل تقديم قراءة نقدية في ديوان الشاعر الشيخاوي والزجال الصغيري. من بين المحاور التي تناولها العرض نشير إلى حكاية الاحتفال باليوم الأممي للشعر، والخطاب السنوي الذي وجهته مديرة اليونسكو الى جمهرة الشعراء وصفوة المتيمين بهذا الفن الراقي، ليعرج بعد ذلك للحديث باقتضاب شديد عن الحركية الشعرية في المشرق والمغرب، حاطا الرحال عند التجربة الفنية للشيخاوي ولمصطفى الصغيري، مبرزا بجلاء شعريتهما الكامنة في الانزياح والإيقاع والتخييل والتوظيف الجمالي للأسطورة والرمز في منجزهما الشعري.
تسلّم الميكروفون الزجال مصطفى الصغيري الذي شنف أسماعنا بجزالة اللفظ وبلاغة المعنى. ليتم تقديم فقرة فكاهية من إعداد وتقديم المخرج مصطفى العثماني. ومن المفيد الإشارة إلى أن المبدع الزجال عبد العالي الوالي الذي حل خصيصا من ميسور ألقى بصوته الدافئ والجهوري قصائد زجلية تفاعل معها الجمهور بحفاوة عز نظيرها، كما أرعينا السمع للأستاذ الباحث والزجال محمد أسرار الذي قدم قصيدة شعرية ماتعة تحمل عنوان لحروف أولمعاني ممفاهمينش، كما لا يفوتني التذكير أن الجمهور الغفير استمتع بفقرات فكاهية من قبل منخرطين شباب ومنخرطات يافعات استطعن انتزاع قهقهات مدوية وتصفيقات حارة. بعد إصاخة السمع لزجل السيد محمد الإدريسي الذي وجه رسالة إلى الشباب العازف عن الزواج، وقصيدة زجلية تتغنى بحب الوطن وضرورة الذود عن حياضه والمساهمة الوازنة في دينامية تنميته، بلغة رصينة ورهافة إحساس الشعراء.
أبت الجمعية في الختام إلاّ أن تكرم الشعراء المحتفى بهم، فقدمت لهم شواهد شكر وتقدير واعتراف، متمنية لهم في شخص كوادرها، مشوارا فنيا متألقا يسمو بالذائقة الجمالية لجمهور جاء لقضاء أوقات رائقة رفقتهم.
في منتهى الاحتفالية، استمعنا واستمتعنا بالأهازيج الشعبية لفرقة الرحمة التي أطربت الحضور الأكارم، حضور كثيف ونوعي جاء لتمضية وقت أكثر إمتاعا وإفادة.

*إطار المركب الثقافي 02 أكتوبر ،مدينة أوطاط الحاج

*** المصدر : موقع بولمان الثقافية


تم عمل هذا الموقع بواسطة