فسيفساء الريح

إسلام علقم : فسيفساء الريح 


قد تحضرُ امرأة تُشيّىء ذاتها 

تحتلُّ بعضَ فسيفساءِ الرّيحِ..

تفرضُ خيلَها…

وطقوسَها…

وكأنّها من آمِراتِ الكون…

نحن وما لدينا  نستميتُ كما الهواء…

لكي نكون شَهيقَها..

تلك التفاصيل الخفيّة في مشاهد يومنا

هي من تنادي ثم تعلنُ سِرّها

الغصنُ أيضا كالسريرِ إذا العصافير استمالت بعضها.’

هل نحن أيضا مثلها 

نحتاج أكثر من زوايا مُقعداتٍ…

خانعاتٍ .. آسفاتٍ مؤسفاتٍ…

ربما…

فوق السّلالم .. تحتها 

بين المنازل 

في المخازن .. في الملاجئ

في المكاتب..

في الشوارع 

في الطوابير الشّقية ربما..

أو خلفَ كاسات الغيوم

بقلبِ غابات الغسيل

على النوافذ والسطوح

على النّهودِ ..  على الجموح..

نكون نحن وما بنا…

أعمارنا وحديثُنا ….. وطيورنا…

من يحبس الشهواتِ في جحرٍ صغير.’

من دبّبَ الأزهارَ والألوانَ والأشجارَ رُمحا ً 

ثم ريّشَ ذيلَه…

ذلك الإنسان في نظر الغريزة ..  أحمقٌ

خان الطبيعةَ…

والطبيعة تعزله…

يُلقي اعترافاً ساذجا

بالحبِّ أو بالكرهِ 

معظمُهُ شذوذٌ ينتحر…

هي سقطة أخرى 

سيفرح بعدها.’.’

من عانق الأقدار حتماً ينتصر.’.’

كذبٌ وفخرٌ فاخرٌ 

يقضي ثوانيه انسجاماً … يحتضر…

في غيهبِ اللحظاتِ قبل مِضيّها

ينثالُ  شعرٌ لا تترجمه اللغات

مراهقٌ أو عاشقٌ

ونساء يعزفن الكمانَ .. على الدوامِ

وراقصاتٌ دون رقص..

أضحك في البداية ثم أبكي 

ثم أضحك ثم أبكي 

ثمّ أخشعُ  في النهاية

مثل أضواء الشوارع

ليس تعنيني الشخوص و لا الوجوه

لأشتهي…

ما همّني 

كل الذي قد قلتُهُ

 لا وهجَ فيهِ لأقتنيهِ

أنا أراقبُ ما لديكِ من الأنوثةِ والقصائدِ

والعجائبِ والحقيقة..

كي أحبَّكِ ما عليَّ كشاعرٍ متوالدٍ لا ينتهي..

*شاعر أردني


تم عمل هذا الموقع بواسطة