في محراب الكلمة

محمد السراوي : في محراب الكلمة 


كم أنتِ صوفية أيتها الكلماتُ

وبهية

بهاء هذا المساء

في حضرة التّجلّي

قدسية أنتِ

ورهيبة مثل رهبة الرّوح

تترعها كؤوس العشق المباح

ويتخطّفها الوجد والصفاء.

*****

لك هذا الوجع

القادم من أوجاع أخرى

بلا استئذان

بلا اشتهاء

لك مطر كل الفصول

لك صهيل هذه الخيول

في مواكب مهيبة

تضيئها آلاف الشموع

وتجلّيها رائحة الصندل والبخور

من غبق سحر

ساكن بين الضلوع.

*****

لك وحي النحل

يتغزّل بلمى الورد

يحاوره

يناوره

ولا يجرحه.

*****

لك صمت هذا المساء

حين تستبد بي تضاريس الكتابة

وهوس القصيد.

*****

في محراب حبّ

قادم من بعيد

تسقيه أمكنة كلما ذكرتها

هيجتني الذكرى

هذا رسمك

هذا اسمك

يبني قصائده الحزينة

من خرائط كل المدن

التي عبرها السندباد

حين خرج يلم جراح وطنه

خذله الأصدقاء والجيران

وعاد بلا متاع

عاد بلا زاد

ينتظر مخلّصه الذي قد يأتي  ولا يأتي.

*****

تراقصين أعراسك

في طقوس ملائكية

تحمل البشارة

تحمل الخلاص

في زمن جريح

اشتد فيه الوجع

وزاد فيه الخوف والفزع

أنت أيتها الحروف

المدججة بالهموم

الوسنى من صراخات وجه مكلوم

لك وجع الرحيل

لك وجع الفراق

في حلم الحلم

في ألم الاشتياق.

*****

مشكاة أنت

أبدية التوهج

لا ترتد.. تريد

تعاند ..تقاوم

تزيد ..تزداد

من ضياعها تكبر

كالعنقاء تطل من تحت الرّماد

شغفك يكتبني

صفحات

من سحر ” فينوس”

من جمال ” عشتار”

تلبسني صفاتك

تشربني

تسكنني

تولد فيّ من جديد

أظل أقاوم سحرها

كلّما اقتربت تهزمني

عن عشقها

أنا لا أحيد.

*اوطاط الحاج / المغرب


تم عمل هذا الموقع بواسطة