عبد الجبار الجبوري : قمرُها المُعلّقُ أبداً على نافذتي
قمرُها المُعلّقُ على نافذتي، لا يُضيءُ إلاّ على شفتيها، شفتاها اللتّان تُضيئان الكوّنَ كُلّهُ ،ولا تحترقانِ إلاّ على شِفاهي، أمس كان الخميسُ، كنتُ أمررُّ إصبعي على شفتها السفلى،وأمسكُ بصورتِها المعلقةِ على جدار قَلبي ، وأمرُّر عينيّ على قامتِها التي تُشبهُ سماءَ الله، وعينيها اللتانِ تشبهانِ دمعةَ النسيان، ونهديها اللذّان يكفرُ بهما البحر، وأنوثتِها التي تحملُ كلَّ ثمارِ الله ، قلتُ لها، وهي تُصغي كتلميذٍ نجيبٍ، أحبُّكِ ، فاحّمرَّ وجهُها في الصورة، وامتلأتْ وجنتاها بماءِ الخَجل،عندها إحتضنتُ صورتَها وبكيتْ، وأعدتُ تعليقَها بشغافِ قلبي، قلبي الذي يرتجفُّ حين أذكرُ اسمَها لهُ، هكذا يبعثرُ حُبُّها أيامي، وتعصِفُ بأوقاتي ملامحُها، فأطأطىء لها رأسي،ويغزو الشيبُ مَفرقي، هكذا يرتبكُ حَرفي ويغرقُ بشوقِ غيابِها، ويتلّعثمُ فوق جسدِ القصيدة، ولاينامُ إلاّ على سريرغيمتِها ، يا ويح قلبي، ويا ويح حَرفي اليتيمانِ ، المزروعانِ في بستانِ أنوثتِها، وفي أعماقِ شفتيها، والغارقانِ ببحر طفولتِها،أحبُّكِ كطفلٍ يتيمٍ ،أحّبكِ كغُصنٍ يابسٍ في شجرة ليلكِ الحَزين، أُحبُّكِ كنايٍ مكسورٍ يعزفُ لحناً الليل،أُحبُّكِ كنسمةٍ حائرةٍ ، ونجمةٍ ساحرة، أحبُّكِ كمجنونٍ يبحثُ عن سرِّ اليقين، وأنتِ يقيني الوحيد، ، أحبكِ، سماءٌ تبحثُ عن قمرِها البَعيد، أحبُّكِ لأنّكِ شهقةُ صباحي، ودمعةُ رياحي، وفانوسُ أيّامي، وقِبلةُ أفراحي،أحّبك ولتنَمْ على شفاهكِ كلُّ نجومَ الشوقِ،لتفيضَ شفاهُكِ، عَسلاً فوق شفاهي..
الموصل-24/1/2019